بأعباء التكليف والتوجيه, كانوا أوسع الناس صدرا في مناقشة الشبهات والأخطاء وأقوى مراسا في مقابلة أخطاء المداهنين "(1)
قال تعالى يخاطب ذا الخلق العظيم منهم:
" أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " الاية 125 النحل.
فعلى هذا لو أخبرنا أحد عن شئ في أمر ما وان كان بديهيا ونحن على علم بأنه مخطئ بهذا الامر, كأن يقول: هذا اللون أسود! مع علمنا ببياصه, وانه على مشهد من الناس. فلا نستصرخ الناس ولا نكذبه, ولا نقطع ببياض هذا اللون المعارض, أو نستعرض له خطأه, وانما نقول له: اما أنت أو نحن على صواب, ثم نمثل له بمثال ونقول: لو كان هذا اللون كما تدّعي بأنه أسود, لكان غامقا, ونحن نراه بارقا, ولو كان أسود فلماذا نحس بدفْ عندما نلمس الجسم المصبوغ به كالحديد مثلا؟ (1) توجد آيات عديدة حول المجادلة منها 149 الانعام , 105 المائدة , 55 القصص , 14-15 الحجر ,153 النساء , 7 الفرقان .
فهذا يدل على أنه يمتص الضوء والحرارة فهو أسود, ولو كان أبيض لوجدناه باردا. لأن اللون الابيض يعكس الضوء وحرارة الشمس وبهذا الاسلوب الايجابي نستطيع اقناعه.
ولا شك في ان الشباب في العصر الحالي يسأل عن كل ما يجول بخاطره, ويريد جوابا مباشرا مقنعا قريبا الى ذهنه, حتى لو كان قاصر الفهم بالموضوع الذي يتحدث عنه.
وبما ان علم الكلام قد يمتزج مع الفلسفة, والفلسفة علم خاص بحد ذاته ويصعب فهمه بسهولة, لذا يصعب فهم الاجابة منه, وطريقة ايصال الجواب المقنع الى السائل.
وقد يوقع المجيب نفسه في محل اشكال لكونه يضطر الى اعادة فكرة الموضوع. وهذا من معايب الكتابة على رأي.
أيضا يواكبه على البرهان لأشياء مسلم بها, لذا